( "الأخوار اليمنية(حضانة طبيعية لثروة خيار البحر "الثروة الصامته

( "الأخوار اليمنية(حضانة طبيعية لثروة خيار البحر "الثروة الصامته
تربية خيار البحر في السواحل اليمنية: الإمكانات البيئية والجدوى الاقتصادية
تمثل السواحل اليمنية بيئة بحرية غنية بالتنوع البيولوجي، وتوفر فرصًا واعدة لتطوير أنشطة الاستزراع البحري، ومن أبرزها تربية خيار البحر (Holothuria spp.) لما له من أهمية غذائية ودوائية واقتصادية. تتناول هذه الدراسة الإمكانات المتاحة لتربية خيار البحر في السواحل اليمنية، مع التركيز على المناطق التي تتميز بوجود "الأخوار" البحرية مثل خور عميرة، رأس العارة، المخا، الشحر وغيل باوزير. كما تستعرض المتطلبات البيئية اللازمة لنجاح استزراع خيار البحر، وأثره الإيجابي على النظام البيئي، بالإضافة إلى جدواه الاقتصادية من خلال دوره في تعزيز الصادرات اليمنية.

المقدمة
يعد خيار البحر من الكائنات البحرية التي تنتمي إلى شعبة شوكيات الجلد، ويتميز بخصائص بيئية واقتصادية جعلت استزراعه من الأنشطة المتنامية عالميًا. وتبرز أهميته في اليمن نظرًا لارتفاع الطلب العالمي عليه، حيث تُصدر البلاد ما يزيد عن 500 طن سنويًا إلى الأسواق الخارجية، خاصة الآسيوية.
ويكتسب خيار البحر أهمية مزدوجة، فمن جهة يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي البحري، ومن جهة أخرى يمثل مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لدعم المجتمعات الساحلية.

الخصائص البيئية للسواحل اليمنية
تتميز السواحل اليمنية بامتداد طويل يصل إلى أكثر من 2500 كم، يمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. وتوجد في هذه السواحل عدة مواقع تتميز بوجود "الأخوار"، وهي مناطق شبه مغلقة تتصل بالبحر وتتميز بالهدوء النسبي للمياه، ما يجعلها مناسبة لتربية خيار البحر. ومن أبرز هذه المناطق:
  • خور عميرة ورأس العارة (الساحل الغربي)
  • المخا (مدخل البحر الأحمر)
  • الشحر وغيل باوزير (سواحل حضرموت).

تتمتع هذه المناطق بمقومات بيئية مثالية لاستزراع خيار البحر مثل جودة المياه، الملوحة المناسبة، واعتدال درجة الحرارة.

المتطلبات البيئية لتربية خيار البحر
نجاح استزراع خيار البحر يتطلب توافر شروط محددة، أهمها:

1. جودة المياه: يجب أن تكون نقية وخالية من الملوثات الصناعية والزراعية.

2. درجة الحرارة: تتراوح بين 24–30°م، وهو ما يتناسب مع بيئات البحر الأحمر وخليج عدن.

3. الملوحة: في حدود 30–35‰، وهي متوفرة في معظم السواحل اليمنية.

4. الأس الهيدروجيني (pH): بين 7.5–9 لضمان بيئة مناسبة للنمو.

الأثر البيئي لاستزراع خيار البحر

يلعب خيار البحر دورًا مهمًا في استدامة النظم البيئية البحرية، حيث:

  • يساهم في تنقية الرواسب عبر تغذيته على المواد العضوية.
  • يساعد في تعزيز إنتاجية المصايد من خلال دوره في السلسلة الغذائية.

  • يسهم في الحفاظ على التنوع الحيوي عبر تقليل التلوث العضوي وتحسين جودة قاع البحر
  الاهمية الاقتصادية

  • يحتل خيار البحر مكانة مرموقة في الأسواق العالمية، خاصة في الصين ودول جنوب شرق آسيا، حيث يُستخدم كغذاء فاخر وله استخدامات دوائية تقليدية.
  • تشير البيانات إلى أن اليمن تصدر أكثر من 500 طن سنويًا من خيار البحر.
  • استزراع خيار البحر يمكن أن يسهم في رفع هذه الكمية بما يحقق عوائد اقتصادية أكبر
  • يوفر فرص عمل جديدة للصيادين المحليين ويعزز دخل المجتمعات الساحلية.
التوصيات
دعم المشاريع البحثية لتطوير تقنيات استزراع خيار البحر في اليمن.
  • تشجيع المزارع النموذجية في المناطق ذات الأخوار الطبيعية مثل خور عميرة ورأس العارة.
  • وضع إطار قانوني يضمن استدامة الصيد والاستزراع ويحمي الأنواع المهددة
  • تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في هذا المجال الواعد.
وفي الاخير إن السواحل اليمنية بما تمتلكه من خصائص بيئية فريدة،  خصوصًا في مناطق الأخوار، تُعد بيئة مثالية لتطوير مشاريع استزراع خيار البحر. وتمثل هذه المشاريع خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة عبر الجمع بين الحفاظ على البيئة البحرية وتعزيز العوائد الاقتصادية.
م/ ناصر عطروس 

Discussion (0)

Be the first to comment!

Please log in to post a comment or reply.