القهوة والاقتصاد الأزرق: من الجبل إلى البحر، ومن الفكرة إلى الريادة

القهوة والاقتصاد الأزرق: من الجبل إلى البحر، ومن الفكرة إلى الريادة

عندما نتحدث عن الافتصاد الأزرق، يتبادر إلى أذهاننا البحر، السفن، الثروة السمكية أو الطاقة البحرية. لكن وراء هذا المفهوم هناك قصص إنسانية وتجارية متشابكة، أحد أجملها قصة البن. هذا المنتج الزراعي الذي يبدأ من بين أيادي المزارعين في الجبال، ليصل إلى أكواب ملايين الناس حول العالم، مرورًا بالبحار التي تفتح له الطريق نحو الأسواق الدولية.

 

 -   القهوة وسلاسل الإمداد البحرية 

 

القهوة واحدة من أكثر السلع الزراعية تداولًا عالميًا، وأكثر من 70% من إنتاجها يُنقل عبر الممرات البحرية. وهنا يبرز دور البحر كجسر أساسي يربط القرى الجبلية النائية بالأسواق العالمية.

  • موانئ البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي تمثل نقاطًا استراتيجية في شحن البن من اليمن وشرق أفريقيا إلى أوروبا وآسيا.
  • تطوير البنية التحتية للموانئ والخدمات اللوجستية البحرية يزيد من كفاءة النقل، ويقلل من التكاليف البيئية والاقتصادية.
  • التوجه إلى الشحن الأخضر باستخدام طاقات أنظف يساعد على خفض البصمة الكربونية للقهوة، ليكون القطاع أكثر توافقًا مع أهداف الاستدامة في الاقتصاد الأزرق.


   - من البحر إلى الشباب: فرص ريادية جديدة

 

القهوة ليست مجرد زراعة أو تجارة تقليدية، بل هي سلسلة من الفرص الريادية التي تبدأ من البحر:

  • شركات لوجستية ناشئة مختصة بخدمات الشحن البحري للبن والمنتجات الزراعية.
  • منصات رقمية لربط المزارعين بالمستوردين وتسهيل التجارة الدولية عبر البحر.
  • خدمات مبتكرة مثل حلول التعبئة والتغليف للشحن الطويل، أو أنظمة التتبع الذكي للحاويات.

 

هذه المساحات الجديدة في سلسلة قيمة البن تفتح أبوابًا واسعة أمام الشباب والشابات، ليكونوا جزءًا من اقتصاد حديث ومستدام.

 

  - رحلة إنسانية: من الجبل إلى البحر

 

إذا نظرنا بعيون إنسانية، سنجد أن رحلة حبة البن تشبه قصة حياة:

  • تبدأ من مزارع صغيرة على قمم الجبال، يعتني بها مزارعون بجهد يومي.
  • تُجمع وتُجهّز لتصبح جاهزة للتصدير.
  • ثم تحملها السفن الكبيرة في رحلتها عبر البحار، لتصل إلى المقاهي والمطاعم في مدن بعيدة.

 

هذا الترابط بين الأرض والبحر يوضح أن الاقتصاد الأزرق ليس محصورًا في الموارد البحرية المباشرة، بل يشمل كل منتج يعتمد على البحر كجسر للحياة والفرص.

 

  - القهوة كهوية اقتصادية بحرية

 

بالنسبة لليمن ودول البن الأخرى، يمكن للقهوة أن تتحول إلى رمز اقتصادي بحري، فهي ليست مجرد سلعة تصديرية، بل عنصر استراتيجي يعزز مكانة الموانئ كمراكز للتجارة الإقليمية، ويدعم الهوية الاقتصادية للبلدان الساحلية. ألا يكفي ارتباط ميناء المخا باسم البُن عالميا حتى اصبح اسم (Moka) مرتبط دائما وابدا بالبن عالميا في كل الثقافات. 

 

 

Discussion (0)

Be the first to comment!

Please log in to post a comment or reply.