فرص نمو الاقتصاد الأزرق: تأثير جيل زد على الابتكار والتطور في هذا القطاع

فرص نمو الاقتصاد الأزرق: تأثير جيل زد على الابتكار والتطور في هذا القطاع


تتميّز اليمن بموقعها الاستراتيجي على الحدود مع البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، مما يمنحها إمكانيات كبيرة في ما يُعرف بـ الاقتصاد الأزرق أي استثمار الموارد البحرية والمائية بطريقة مستدامة. في الوقت نفسه، يظهر جيل زد (المولودون بعد منتصف التسعينيات) كقوة ناشئة تتميز بالمعرفة التقنية، والوعي البيئي، والقدرة على التكيّف السريع مع التطورات الرقمية.

 

أهمية الاقتصاد الأزرق في التنمية المستدامة

  • تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط أو الزراعة فقط.
  • توفير فرص عمل في المناطق الساحلية والمجتمعات البحرية.
  • المساهمة في الأمن الغذائي من خلال الصيد وتربية الأحياء المائية.
  • المساعدة في مواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتلوث المياه.
  • تهيئة بيئة للابتكار، البحوث، واستخدام التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد، البيانات الكبيرة، الذكاء الاصطناعي لمراقبة الموارد البحرية.

 

الموارد البحرية في الجزيرة العربية

  • الثروة السمكية: تُمثّل مصدرًا غذائيًا ودخلاً مهمًا لسكان السواحل العربية.
  • الموانئ الإستراتيجية: مثل الموانئ على البحر الأحمر، الخليج العربي، والمحيط الهندي تُعدّ بوّابات للتجارة البحرية الدولية.
  • الطاقة البحرية: الأشواط تتجه نحو استغلال طاقة الأمواج، طاقة الرياح البحرية، والتحول نحو الطاقة المتجددة عموماً.
  • التنوع البحريّ والبيئات البحرية المهمة من الجزر والشعاب المرجانية، والتي لها قيمة بيولوجية وسياحية كبيرة.

التحديات التي تواجه الاقتصاد الأزرق في المنطقة

  • التلوث البحري والصيد الجائر وتدمير المواطن البحرية مثل الشعاب المرجانية.
  • نقص البنية التحتية في بعض الموانئ، ضعف قدرات المراقبة والإدارة البحرية.
  • النزاعات السياسية، الأزمات الأمنية التي تؤثر على الاستقرار والاستثمار.
  • التغيرات المناخية مثل ارتفاع حرارة المياه، تكرار الأعاصير، وارتفاع مستوى سطح البحر.
  • التكلفة الكبيرة لمعظم المشاريع المتعلقة بالاقتصاد الأزرق .

 

الشباب وجيل زد

تعريف جيل زد

هم الذين ولدوا بعد منتصف التسعينيات حتى السنوات الأولى من الألفينات، أي تقريبًا بين 1995–2010، وربما يمتدّ تعريفهم إلى 2012 حسب بعض التصنيفات.

الخصائص العامة لجيل زد

  • ملمّون بالتكنولوجيا الرقمية منذ صغرهم، استخدامهم للإنترنت، الهواتف الذكية، المنصّات الاجتماعية عالي.
  • اهتمام بالقضايا الاجتماعية والبيئية أكثر من الأجيال السابقة.
  • يميلون للابتكار وريادة الأعمال، المشاريع الناشئة، ويفضّلون المرونة والحرية في العمل.
  • سريع التعلّم والتكيّف، لديهم قدرة على استخدام أدوات جديدة، والتعلّم الذاتي.

 

تأثير جيل زد على الابتكار في قطاع الاقتصاد الازرق

الابتكار التكنولوجي

جيل زد قادر على:

  • استخدام البيانات الكبيرة (Big Data) والأقمار الصناعية لمراقبة الثروة السمكية، جودة المياه، حالات التلوّث البحري.
  • تطوير تطبيقات ذكية لإدارة الصيد، تنبؤات الطقس البحري، الملاحة، مراقبة حركة السفن وغيرها .
  • المشاركة في تأمين البُنى التحتية الرقمية المرتبطة بالأنشطة البحرية

 

دور الحكومة في اليمن في دعم الاقتصاد الأزرق

السياسات الحكومية الحالية

  • اليمن شاركت في مؤتمرات دولية حول الاقتصاد الأزرق مثل مؤتمر “Sustainable Blue Economy Conference”   مما يجعلها على وعي بأهمية الاقتصاد الأزرق مما قد يسهم في بناء سياسات تخدم هذا القطاع .
  • إعداد دراسات جدوى لموانئ وصيد الأسماك، وتحليل الإمكانيات البحرية ومناطقها الساحلية مثل مناطق البحر الأحمر والمحيط الهندي  

المبادرات المستقبلية المقترحة

  • وضع استراتيجية وطنية شاملة للاقتصاد الأزرق تجمع بين الجهات الحكومية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني.
  • تشجيع الاستثمارات عبر حوافز ضريبية، تسهيل الحصول على تراخيص، دعم البنية التحتية.
  • التأكيد على السيادة البحرية والأمن البحري لضمان استقرار العمليات والاستثمارات البحرية.
  • إنشاء مراكز بحث وتدريب متخصصة في العلوم البحرية، الإدارة البيئية، الابتكار الرقمي المرتبط بالموارد المائية.

 

الاستثمار في الاقتصاد الأزرق

  • استغلال الموارد السمكية وتطوير نقلها وتسويقها بطريقة تضيف قيمة محلية قبل التصدير.
  • تطوير موانئ ذكية تسهل التبادل التجاري البحري، الخدمات اللوجستية، التخزين، والتصدير.
  • استثمار في الطاقة المتجددة البحرية إن أمكن.
  • تشجيع ريادة الأعمال الشبابية في مشاريع المرتبطة بالبيئة البحرية، السياحة الساحلية، خدمات الدعم اللوجستي للمراكب، الإرشاد البحري، وغيرها.

 

المساعدات الدولية والتعاون الفني

  • الاستفادة من برامج الأمم المتحدة، البنك الدولي، والمؤسسات التنموية لتمويل التدريب، البحوث، المشاريع الصغيرة المرتبطة بالاقتصاد الأزرق.
  • التعاون مع المنظمات البيئية والمراكز الأكاديمية للحصول على دراسات تقييم الأثر البيئي، تطوير سياسات مستدامة، وتكنولوجيا للرقابة على البيئة البحرية.

 

مشاريع ناجحة

  • “Fisheries – A Key Lever for Change in Yemen” يوضح كيف أن دعم صيد الأسماك يمكن أن يكون ركيزة للتنمية، خاصة في الأسر الساحلية، مع تحسين القيمة المضافة والتصدير.
  • إنشاء مراكز تدريب عملية شبابية كما في مشروع “Mr. Robot” في عدن والذي يدعم المهارات الهندسية والروبوتية ويشمل بعض جوانب البيئة والتكنولوجيا .

 

تجارب دولية ملهمة

  • تجارب في موانئ ذكية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وسياحة بيئية في جزر متعددة، ومزارع سمكية متطوّرة.
  • دول أخرى تستثمر في الطاقة البحرية المتجددة (طاقة الرياح والأمواج) في البحر الأحمر والمحيطات القريبة.

 

 

يمثل جيل زد فرصة ذهبية لإعادة صياغة الاقتصاد الأزرق في اليمن، حيث يلتقي البحر بالابتكار، والتكنولوجيا بالاستدامة. إذا تم دعم هذا الجيل بالسياسات والتمويل والشراكات الإقليمية، يمكن أن يتحول اليمن من بلد يعاني الأزمات إلى نموذج رائد في الجزيرة العربية في الاقتصاد الأزرق المستدام.

النقاش (1)
User Avatar
Fahd2025 ,19 ,09 13:04
شكرأ ريان على هذا المقال الرائع، أهمية المقال تكمن في أنه يربط بين الأجيال والإقتصاد الأزرق، أهمية موقع اليمني والتكامل بين التكنولوجيا والموارد البحرية، ويضع اليمن كنموذج محتمل للتحول من بلد مثقل بالأزمات إلى رائد إقليمي في الابتكار البحري. التوصية المركزية هي: الاستثمار في الشباب والتكنولوجيا كمدخل لتفعيل موارد اليمن البحرية، وخلق بيئة إقليمية للتعاون في الاقتصاد الأزرق المستدام.
يرجى تسجيل الدخول لنشر تعليق أو رد.